الجيل القادم
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم Welcome to our forum
هذه الرساله تفيد بانك غير مسجل لدينا او لم تسجل دخولك بعد According to this letter you have not registered
يسعدنا انضمامك لاسرتنا المتواضعه We are pleased you join our family of modes

مع تحيات ادارة واعضاء منتدى الجيل القادم وتمنياتنا بقضاء اسعد الاوقات
الجيل القادم
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم Welcome to our forum
هذه الرساله تفيد بانك غير مسجل لدينا او لم تسجل دخولك بعد According to this letter you have not registered
يسعدنا انضمامك لاسرتنا المتواضعه We are pleased you join our family of modes

مع تحيات ادارة واعضاء منتدى الجيل القادم وتمنياتنا بقضاء اسعد الاوقات
الجيل القادم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


زائر
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 اثر معاملة الرسول فى نشر الدين

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سندريلا المستقبل
متوسط الخبرة 50%
متوسط الخبرة 50%
سندريلا المستقبل


عدد المساهمات : 67
تاريخ التسجيل : 18/05/2010
العمر : 29

اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Empty
مُساهمةموضوع: اثر معاملة الرسول فى نشر الدين   اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Emptyالأربعاء 30 يونيو 2010, 04:02


أثر معاملة الرسول في نشر الدين
و يتكون من أربع أجزاء
من هنا نبدء بالمقدمه

أرسل ـتعالى ـ رسوله محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ في زمن لم يكن الناس في حاجة إلى مال ، أو معيشة ، ا, شراب ، ولم تكن أجسادهم بحاجة إلى شيء بقدر حاجة نفوسهم ، فقد شربوا رغد العيش حتى الشمالة ، وأصبحت مكة وما جاورها مهوى الأفئدة ، ومبتغى التجار والرحالة والسائرين ، ولقد تطلعت إليها القبائل العربية لكونها تعيش شظف العيش أما ( قبائل قريش القاطنين بالحرم ، فنهم يعيشون على رحلتي الشتاء إلى اليوم ، والصيف إلى الشمال ، وقد أمتن الله ـ تعالى ـ ذلك عليهم في قوله : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ*إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) [ قريش : 1-2 ] فكانوا في رغد من العيش على خلاف غيرهم ، فإنهم كانوا يعيشون على شظف العيش وضيق ، وما كان لقريش من سعة الرزق إنما كان لها من أجل حماها للحرم ، وتقديسها له ، كما هو كرامة الله لأرحام وأصلاب يتنقل فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ) .


كما اختلطت هذه الثورة الاقتصادية بما واكبها من مظاهر اجتماعية سيئة كانت سبباً في فساد المجمع القرشي ، وانحطاطه خلقياً واجتماعياً ، ومن أشهر تلك العادات السيئة التي هبطت بالمجتمع العربي قبل الإسلام : القمر المعروف بالميسر ، وشرب الخمر، الاجتماع عليها ، ونكاح الاستبضاع ، وواد البنات ، وتقل الأولاد ، وتبرج النساء كاشفات محاسنهن ، واتخاذ الحرائر من الناس الأخدان من الرجال ، وألان الإماء عن البغي بهن والعصبية القبيلة ، وشن الغارات والحروب .


فجاء ـ عليه الصلاة والسلام ـ في أهم ما يحتاجون إليه ، وهو الجانب العقائدي الذي فسد بسبب انقطاع الوحي عليهم بعد أن عمر الله ذلك الوادي بإبراهيم ـ عليه السلام ـ وولده إسماعيل ، وأصبحت مهمة الدعوة في ذلك في ذلك المجتمع صعبة لما كانت قد اعتادته نفوسهم ، وتوجهت إليه قلوبهم من معبودات وعادات ، جلبتها لهم الجاهلية ، والابتعاد عن دين الله ، وكانوا قد اتخذوا لهم أصناما عيد ، وقبوراً تقدس ، وآلهة ليس فيها نفع ، ولا منها ضر ، وكان وجود هذه الأصنام في بلاد العرب بدعاء لا سابق له ، فقد خرج عمرة أبن لحي من مكة إلى بلاد الشام في بعض أموره ، فلما قدم مآب من أرض البلقاء ، وبها يومئذ العماليق وهم ولد عملاق ، ويقال ولد عمليق بن لاوذين سام بن نوح رآهم يعبدون الأصنام فقال لهم : ما هذا لأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالو له : هذه الأنصام نعبدها فنستطموها فتمطرنا وتستنصرها فتنصرنا ، فقال لهم ك ألا تعطوني منها صنماً فأصير به على أرض العرب فيعبدونه ، فأعطوه صناً يقال له هبل ، فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظميه ) وبذلك استبدل العرب بدين إبراهيم وإسماعيل غيره ، فعبدوا الأوثان ، وصاروا على ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات ، وبعد ذلك ( اتخذ أهل كل درا فيم دارهم صنماً يعبدونه ، فإذا أراد الرجل مهم سفراً تمسح به ، فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره ، وإذا قدم من سفره تمسح به ، فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله ، قال : فملا بعث الله محمداً ـ صلى الله عليه وسلم بالتوحيد قالت قريش : ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ) [ ص . 5 ] . ولقد كان من الصعوبة تغيير هذه المفاهيم والنفوس التي جبلت على الشركات والمعبودات ، وكان لزاماً على من أتى لتغييرها وتبديلها أن يكتسب ما يساعده في تحقيق ذلك ، ولذلك كانت حجتهم في قولهم ، وردهم على الأنبياء بذلك : ( قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ) [ الأنبياء : 53 ] ، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) [ لقمان 21] ، (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف:23).


وعلى الرغم من كل هذا إلا أن الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم استطاع أن يغير واقع هذا الشعب ، وينقلهم من ذل العبودية للصنم والخلق ، لعز العبودية لله ـ تعالى _ من خلال ما وهبه الله من حين في القول والفعل ، وتميز في التعامل مع الناس ، ولا غرور في ذلك فقد شهد له ربه : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) [ القلم : 4] وتحدث عن نفسه وهو الصادق " أدبني ربي فأحسن تأديبي " .


وإن المتتبع لسيرته ـ صلى الله عليه وسلم ليجد فيها ما يغني من حسن التصرف مع طبقات مختلفة من الناس ، في زمن الجهل ، وضعف الوزاع ، بل لقد سمع الناس به ، والتمسوا اخباره ، ثم انقادوا له مؤمنين ، وصاروا عله بعد ذلك رسلاً لأقوامهم ، وناصرين لدين الله .


ولقد استطاع ـ عليه الصلاة والسلام ـ بصفاته الطاهرة أن يحول تلك الطاقات البشرة لصالح الإسلام ، ولم يكن معه عصى سحرية يستجلب بها لقلوب الناس ، ولكن معه قدرة في التعامل ، أيده الله بها ، فصارت قلوب الناس لهذا الدين تهوى وتعشق .



نبدء الان
الجزء الاول:

كمال النفس ، ومكارم الأخلاق
بعث الله ـ تعالى ـ نبيه ـ صلى الله عليه وسلم إلى عموم الثقلين ، وأيده الله بما أيده به من معجزات إلهية ، ودلائل نبوية ، كانت وما زالت حديثاً يتناقله الناس ، ويتفاخر به المسلمون ،ولذلك ظهرت له العديد من هذه الصفات ، وتناقلت بعد وفاته ، صفحات جعلت منه حديثاً للقلوب تأنس بالحديث عنه ، وتلذ عند الوقوف عندها .


ولقد عرفت لنا مواقفه مع أهل بيته وأصحابه وخدمة وماليه الكثير من هذه الصفات التي ساندته في نشر دعوته ، وإبلاغها للناس ، ولعل في ذكرها توطيداً للحديث عن أثها في الناس الذي كان له الغلبة ، فما لبث الناس أن يدخلوا في دين الله أفواجاً .


ومن هذه الصفات الكثيرة التي لا يمكن حصرها ، ما كان عليه من الحلم والاحتمال ، والعفو عند المقدرة ، والصبر على المكاره ، ( صفات أ دبه الله بها ، وكل حليم قد عفرت منه زلة ، وحفظت عنه هفوة ، ولكنه ـ صلى الله عليه وسلم لم يزد مع كثير الأذى إلا صبراً وعلى إسراف الجاهل إلا حلماً ، قالت عائشة رضي الله عنها : " ما خير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ، فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه ، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها ، وكان أبعد الناس غضباً ، وأسرعهم رضاً ) .


ولعله من المناسب الاستشهاد على هذا الصفات العظيمة ،والاخلاق الرفيعة بموقفه ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع الأعرابي الذي سأله ، فعن أنس ابن مالك ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنه قال : كنت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعليه برد غليظ الحاشية ، فجذبه أعرابي بردائه جذبه شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عنقه ، ثم قال : يا محمد أحمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك ، فنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك ، فسكت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم قال : المال مال الله ، وأنا عبده ، ثم قال : ويقاد منك يا أعربي ما فعلت بي ، قال : لا ، قال : لم ؟ قال : لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة ن فضحك عليه الصلاة والسلام ، ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير ، وعلى الآخر تمر وكان من جميل خصاله الحياء وغض البصر ، كيف لا ؟ وهو الذي بعث للتشريع ، والذي حماه الله من كل باطل في الجاهلين ! فكيف به وقد أصبح رسول الإسلام ؟ وقد أخبر ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند ذلك عن نفسه فقال : ( لما نشأت بغضت إلى الأوثان ، وبغض إلى الشعر ، ولم أهم بشيء مما كانت عليه الجاهلية تفعل إلا مرتين ، كل ذلك يحول الله برسالته ، قلت ليلة لغلام كان يرعى معي : لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر كما يسمر الشباب ، فخرجت حتى جئت أول دار من مكة أسمع عزفاً بالدفوف والمزامير لغرس كان لبعضهم فجلست لذلك ، فضرب اله على أني ، فنمت فما أيقظني إلا حر الشمس ، ولم أقض شيئاً ، ثم عراني ذلك مرة أخرى ) .


وفي حيائه قال أبو سعيد الخدري : ( كان أشد حياة من العذراء في خدرها ، وإذ كره شيئاً عرف في وجهه ، وكان لا يثبت نظره في وجه أحد ، خافض الطرف كان نظرة إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جل نظره الملاحظة ، لا يشافه أحداً بما يكره حياء ، وكرم نفس ، وكان لا يسمي رجلاً بلغ عنه شيء بكرهه ، بل يقول : ما بال أ قوام يصنعون كذا ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق ، ولا يجزي بالنسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح )


وأما حسن عشرته وأدبه ، وبسط خلقه مع أصناف الخلق ، فما أجمل ما قال عنه الخضري في ذلك ن ولذلك أورده هنا حيث قال : " فمما انتشرت به الاخبار الصحيحة ، قال علي ، صلى الله عليه وسلم ـ كان عليه الصلاة والسلام أوسع الناس صدراً ، وأدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، وكان عليه الصلاة والسلام يؤلفهم ، ولا ينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ، ويحترس منهم ، من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ، ولا خلقه ، ويتفقد أصحابه ، ويعطي كل جلسائه نصيبه ، ولا يحسن جليسه أن أحداً أكرم عليه منه .. قد وسع الناس بسطه وخلقه فصار لهم أباً ، وصاروا عنده في الحق سواء .. وكان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ،ولا صخاب ن ولا فحاش ، ولا عياب ، ولا مدا خ ، يتغافل عما يشتهي ، قال تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ف) [ آل عمران : 159] وكان عليه الصلاة والسلام يجيب من دعاه ، ويقبل الهدية ، ولو كانت كراعاً ، ويكفي عليها ، وكان يمازح أصحابه ، ويخالطهم ، ويحادثهم ، ويعود المرضى في أقصى المدينة ...


وقال أنس : ما التقم أحد أذن النبي يحادثه فنحى رأسه ، حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه ، وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر ، وكان يبدأ من لقيه بالسلام ، ويبدأ أصحابه بالمصافحة ، لم ير قط ماداً رجليه بين أصحابه حتى يضيق بهما على أحد ، يكرم من يدخل أصحابه ، ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمه لهم ، ولا يقطع على أحد حديثه ... وكان أكثر الناس تبسماً وأطيبهم نفساً .


وعندما تستعرض شمائله وصفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ تبرز صفة الرحمة التي وهبها الله له ، تلك الرحمة التي شملت كل من سمع به ، فقد أرسله الله تعالى رحمه للعالمين ، وقد انقسمت رحمته إلى قسمين : قسم عامل شامل يظهر في موقفه مع جبريل ـ عليه السلام ـ يوم أن كذب به قومه ، فقال له جبريل : " إن الله ـ تعالى قد سمع قول قومك إليك ، وما رجوك عليه ، وقد أمر ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداه ملك الجبال وسلم عليه ، وقال : " مرني بما شئت أن أطبق عليهم الأخشبين " فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( لا بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً ) ، وكان هذا مظهر من مظاهر الرحمة المحمدية العامة .


وأما القسم الثاني : فهو الحرمة الخاصة ، التي كانت دلائلها واضحة في موقفه مع الأعرابي الذي جاء يطلبه فأعطاه ، ثم قال له : " هل أحسنت إليك ؟ قال الإعرابي : لا ، ولا أجملت فغضب المسلمون لمقالته ، وقاموا إليه ليضربوه على سوء أدبه مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأشر إليهم أن كفوا ، ثم قام فدخل منزله ، وأرسل إلى الإعرابي وزاده شيئاً ، ثم قال له " أحسنت إليك ؟" قال : نعم ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً ، فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم " إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شيء ، فإن أحببت فقل بين أيدهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك " ، قال : نعم فلما كان الغد أو العشي جاء فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدنا فزعم أنه رضي أكذلك ؟ " قال : نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً ، فقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " مثلي هذا مثل رجل له ناقة شردت عليه فأتبعها النسا فلم يزدها إلا نفوراً فناداهم صاحبه ، خلوا بيني وبين ناقتي ، فإني أرفق بها منكم وأعلم ، فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت ، وشد عيها رحله واستوى عليه ، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال ، فقتلتموه دخل النار .


ولقد عظمت هذه الرحمة في قلبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كيف لا ؟ وما كان الذي أرسله ربه رحمة للعالمين إلا أن يرحم ، ولكن كان لها في قلوب الناس من أثر ، ولكم وجد أولئك من تلك الرحمة من خير وسعة .


ولم تكن رحمة ـ عليه الصلاة والسلام ـ خاصة بالناس ، بل تعدي ذلك إلى ما كان حوله من حيوان وجماد ، ومنها مواقفه مع الجذع الذي حن لفرقه بعد أن كان يخطب عليه ، فلما استبدلوه بمنبر حن الجذع كما جاء ، فقد قال جابر ابن عبد الله : كان المسجد مسقوفاً على جذوع نخل ، فكان ـ عليه الصلاة والسلام ـ إذا خطب يقوم إلى جذع منها ، فلما صنع له المنبر سمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار ، عند أنس : حتى ارتجع المسجد لخواره ، فجاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوضع يده عليه فكست ، وقد زاد غيرة فقال ـ صلى الله عليه وسلم إن هذا بكى لما فقد من الذكر ، والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لم يزل هكذا إلى يوم القيامة تحزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم .


ومما اتصف به ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صفات الخير الوفاء ، وحسن العهد ، وصلة الرحمن ، والشواهد على هذه الصفات كثيرة يمكن أن نستعرض منها ما يلي : ـ


1- من دلائل وفائه ما كان له مع عبدالله بن الحماء قال ك بايعت النبي ، صلى الله عليه وسلم ـ بيع ، قبل أن يبعث ، فإذا هو في مكة ، فقال : ( يا فتى لقد شققت علي ، أنا هنا منذ ثلاثة أنتظرك ) .


2- حدثت عائشة ـ رصي الله عنه ـ قالت : " ما غرت من أمرأة ما غرت من خديجة ، لما كنت أسمعه يكذهرا ، وإن كان ليذبح الشاة فيهديها إلى خلائلها ، وأستأذنت عليه اختها فارتاح إليه ودخلت امرأة فهش لها ، وأحسن السؤال عنها فلما خرجت ، قال " إنها كانت تأتينا أيام خديجة ن وإن حسن المعهد من الإيمان "


3- حافظ الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ على صلة الأرحام ، وقد نال رحمه بكثير من الوصال والعطاء ، ومن ذلك أنه كان يبسط رداءه لامرأة تزوره ، فسئل عن هذه المرأة ، فقيل : أمه من الرضاعة ، ومن ذلك صلته بنته أمامة بنت زينت ـ رضي الله عنها ـ ، فكانت يحملها على عاتقه وهو يصلي ، فإذا سجد وضعها وإذ قام حملها فى عاتقه ، وكان يبعث إلى ثويبة مولاه أب يلهب مرضعته بصلة وكسوة .


ولقد اجتمعت جملة هذه الصفات ، واتضحت في مشهد خديجة له يوم أن عاد إليها يرجف مما شاهد وسمع في غار حراء ، حين قلت : ( كلا ، والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ) .


وبعد هذا ، فلقد كان لجملة هذه الصفات أثرها البالغ في حياة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحبه ، الذين وجدوا فيها ما وجدوه من حسن صحبه ، وكرامة ف ضل ، في زمن الغربة والألم والضيم ، ومن التشرد والخوف والوجل ، بل كان لهذه الصفات أثرها فيمن سمع به ، وشاهده ، وجلس إليه ، وآمن هادياً ويشيراً .



الجزء الثاني:

مما قيل في خلقه وحسن معاملته


عندما يتحدث المتحدث عن تلك الخصال الحميدة التي وهبنا الله نبيه ، يبقى الحكم الفاصل في كل ذلك لأولئك الذين عايشوه ، وتشرفوا بصحبته ، والذين شملتهم حسن معاملته ، وطيبة نفسه ، ورأفته ورحمته ولذلك وصفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ونقلوا وقائع حياته ، وغالبية مواقفه اليومية ، التي كانت ملئية بصفات الكمال النبوي ، ولأجل ذلك كان لزماً لمن تكلم عن معاملته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن ينقل ما قاله أصحابه وأهله عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووقع ذلك كله في نفسه .


ومن العجيب أن كرمه وطيبته ، وحسن تعامله نال البعيد ، فكيف بالمقربين من أهل بيته ، وأصحابه ، ولندع الحديث لهم لينقلوا شيئاً من سمات الحسن النبوي ، الذي أزهر قرناً من أعظم القرون ، وقوامه الحب والألفة التي وضع أساسها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ .


وليكن الكلام حب رسول اله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي نقلت الكثير عن حياته ، وحسن تعامله ، فعنها رضي الله عنها ـ قالت : ( ما ضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيده شيئاً قط ، لا عبداً ولا ا مرأة ولا خادماً ،إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا نيل منه شيئ فينتقم من صاحبه إلا أن يًنتهك شيء من محارم الله ، فينتقم لله عز وجل )


وقالت : ( ما خير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أمرين إلا أخذا ايسرهما مالم يكن إثماً ) .


وقالت : ( كان خلقه القرآن يرض لرضاه ، ويسخط لسخطه ) .


وفي شجاعته وإقدامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يروي أنس بن مالك ليلة في المدينة ، فيقول : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس ، وكان أود الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد فزع أهل ا لمدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت ، فتلقاهم رسول الله راجعً ، وقد سبقهم إلى الصوت ، وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف ، وهو يقول : لم تراعوا لم تراعوا ، قال : وجدناه بحراً أو أنها البحر ) .


وفي شجاعته تحدث على بن أبي طالب قال : ( لما كان يوم بدر اتقينا المشركين برسوله الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان أشد الناس باساً ، وفي عزوة هوازن لما فر هوازن لما فر جمهور أصحابه يومئذ ثبت وهو راكب بغلته ، وهو بنوه اسمه الشريف يقول : أنا النبي لا كذب ، انا ابن عبد المطلب وهو مع ذلك يركضها إلى نحو الأعداء .


أما في حسن المعاملة ، فقد قال أنس بن مالك الذي خدم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " خدمته في السفر والحضر ، والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا كذا ؟ ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذه هكذا ؟ ، وعنه ايضاً قوله : خدمت رسول الله تسمع سنين فما أعلمته قال لي قط : لم فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب علي شيئا قط . وعنه أيضاً : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحسن الناس خلقاً ، فأرسلني ويوماً لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب ، وفي نفسي أن أهذب لما أمرني به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله قد قبض بقفاي من ورائي ، قال : فنظرت إليه وهو يضحك فقال : يا أنيس ذهبت حيث أمرتك ؟ فقلت ك نعم أنا أهذب يا رسول الله .


وعنه أيضاً : فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته فلا مني ، وإن لا مني أحد من أهله إلا قال : ( دعوه فلو قدر ـ أو , قال قضى ـ أن يكون كان ) .


وأما في جانب الزهد في الدنيا وما فهيا ، فقد أوردت عائشة الكثير من الكلام في ذلك ، حيث إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد فتح الله له الفتح ، وسيقت له الدنيا بحذافيرها إلا أنه رفضها ، وأبى أن يأخذ منها ، ولذلك مات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونه عند يهودي في نفقة عياله ، وقد قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تتحدث عن بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما شبع عليه الصلاة والسلام ثلاثة أيام تباعاً من خبز حتى مضى لسبيله ، وما ترك عليه الصلة والسلام ديناراً ولا درهماً ، ولا شاة ولا يعبراً ، ولا مات وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رفٍ لي ، وقد قال لي : إني عرض علي أن تجعل لي بط حاء مكة ذهباً فقلت : لا يارب أجوع يوماً وأشبع يوماً ، فأما اليوم الذي أجوع فيه فاتضرع إليك وأدعوك ، وأما اليوم الذي أشبع فيه فاحمدك وأثني عليك ، ثم قالت : إن كنا آل محمد لنمكث شهراً ما نستوقد ناراً ، إن هو إلا التمر والماء .


وختاماً : فما كان للسان أن تتكلم بما تقول إلاجراء ما رأت وشاهدت ، ولقد كانت حياة الحبيب المصطفى كلها لذة لا تنتهي ، فطاب العيش فيها ، واب الحديث عنها ، ورأى اصحابه وأهله فيه حديثاً شقياً لا يفترون من ذكره ، والكلام عنه ، فترنمت بذكره الشفاه ، وطاب به الحديث .


فعليه صلاة وسلام ما ذكرته الألسن ، وغردت به الشفاه .



الجزء الثالث:


مكانته عند قومه في الجاهلية والإسلام


لا يخفي على كل متطلع لسيرة الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كان له من مكانه وقدر في قومه أيام الجاهلية وبعد الإسلام ، وذلك لما كان يحلم من صفات حميدة ، وسجاياً كريمة ، ولذلك أثرت معاملته فيهم ، وساعدت في نشر هذا الذين وإظهار كلمته ، ولق بدأت تلك الظواهر جميعها من قبل مبعثه ، وإرساله للناس ، فلقد كان عليه الصلاة والسلام الأمين المحبوب في الجاهلية والإسلام ، يعتدون براية ، ويقفون عند كلامه ، ولعل في وضع الحجر الأسود أوضح دليل على ذلك ، فعندما أرادت قبائل العرب إعادة بنا الكعبة اختصمت في رفع الحجر الأسود ، ورأوا أن يحكم بينهم أول من يدخل عليهم ، فدخل عليه م رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ـ ( فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه ، وأمر كل فخذا أن يأخذ بطائفة من الثوب ، فرفعوه وأخذه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوضعه ) .


هكذا كانت منزلته قبل أن تمازج الهداية قلبه ، فكيف بعد أن أصبح هادي البشرية ، إما الإنسانية ، وقد نزع الله من قلبه الجسد ، والحقد ، والغل ، ويراه من النواقص والعبيون ، وذلك في حادثة شق الصدر الشهيرة ، التي أظهرت بجلاء طهارته ـ عليه الصلاة والسلام ـ وانتقائه من كل ما يعيب ، فهاهي حليمة السعدية مرضعته تتحدث عن أثره ـ عليه الصلاة والسلام ـ في كل جوان بالحياة المحيطة به ، وكيف تنصل من شعث الدنيا وحبها ، تقول : ( قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد ، وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها ، فكانت غنمي تروح علي حين قومنا به معنا شباعاً لبناً ، فتحلب ونشرب ، وما يجلب إنسان قطرة لبن ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم ، ويلكم أسحروا حيث يسرع راعي بنت أب ذويب ، فتروح أغنامهم جياعاً ، ما تنبض بقطرة لبن ، وتروح غنمي شبعاً لبناً ، فلم نزل تتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه ) .


ثم كانت تلك النفس الزكية على موعد كهر ونقاء آخر ، تقول مرضعته .


( وبعد مقدمنا بأشهر وإنه لفي بهم لنا مع أخيه خلف بيوتنا ، إذا أتانا أخوه يشتهد فقال لي ولأبيه : ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه ، قالت فخرجت أنا وأبو قفلنا له : مالك يا بني ؟ قال : جاء لي رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا يطني فلتمسا فهي شيئا لا أدري ما هو فرجعنا به إلى خبائنا ) .


فإذا كانت شخصيته عليه الصلاة والسلام قد جمعت البركة والخير في الظاهر ، ولاصفاء والنقاء في الباطن فكيف لنفوس عرفته ، وعيون نظرته ، أن تتأخر عن الإيمان به ؟ أما إن تلك السمات المحمدية ، والتعاملات النبوية جرت في نفوس رجال ذلك العصر مجرى عظيماً ، كانت نتائجها حب وإخلاص وولاء.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
AhMeD.AboTRiKa
(¯`•- مشرف -•´¯)
(¯`•- مشرف -•´¯)
AhMeD.AboTRiKa


عدد المساهمات : 4908
تاريخ التسجيل : 15/03/2010
العمر : 30
الموقع : www.facebook.com/ahmed7.7.1994

اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: اثر معاملة الرسول فى نشر الدين   اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Emptyالأربعاء 30 يونيو 2010, 22:09

موضوع حلو انا قريت شوية
بس للاسف يا سندريلا مش مكانه هنا
;)
بس شكرا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ahmed7.7.1994
zooka
(¯`•- مشرف -•´¯)
(¯`•- مشرف -•´¯)
zooka


عدد المساهمات : 539
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
العمر : 33

اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: اثر معاملة الرسول فى نشر الدين   اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Emptyالخميس 01 يوليو 2010, 00:37

موضوع جميل جدااااااااااااااا ومتميز
thanks
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mido12
♥ عضو ملكى ♥
♥ عضو ملكى ♥
mido12


عدد المساهمات : 1614
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
الموقع : http://rasoulalhoda.yoo7.com

اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: اثر معاملة الرسول فى نشر الدين   اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Emptyالخميس 01 يوليو 2010, 07:14

مشكوره يا سندريلا

جزاك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rasoulalhoda.yoo7.com
zoro
(¯`•- مشرف -•´¯)
(¯`•- مشرف -•´¯)
zoro


عدد المساهمات : 469
تاريخ التسجيل : 19/03/2010
العمر : 30
الموقع : أى حتة تلاقينى

اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: اثر معاملة الرسول فى نشر الدين   اثر معاملة الرسول فى نشر الدين Emptyالثلاثاء 06 يوليو 2010, 01:41

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alzatratoday.ba7r.org
 
اثر معاملة الرسول فى نشر الدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اجمل قصه حب في عهد الرسول
» حياه الرسول الكريم قبل البعثة
» صور نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
» مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
» أعمال الرسول صلى الله عليه و سلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجيل القادم :: المنتدى الاسلامى :: منتدى الا رسول الله °• « صلى الله عليه وسلم » •°-
انتقل الى: